عقارب الوقت
لأنني امرأة حالمة ..
أسكن أبيات الشعر ..
أتربع على أرائك الكلمة ..
أتنفس هواء القصيد ..
أداعب أجنحة الحروف ..
أنتظر فجر الحب على شرفة الوقت ..
لأنني امرأة حالمة بفجر الحب أردت أن أحضن بين ذراعيّ الوقت ..
أردت أن ينام الوقت في حضني ..
لا أريد صراعا ً دمويا ً مع الوقت ولا أريد جدالا ً بيزنطيا .ً
لا أريد أن يسبقني الوقت فتنقطع حبال أنفاسي عند اللحاق به ..
ولا أريد أن أسبق الوقت فأعيش غريبة .. تائهة .. خارج الزمان .. خارج الوقت ..
فحضنت الوقت ..
وكي لا يفرّ الوقت من بين يدي .. حضنت له عقارب الوقت .
كان الوقت رفيقي .. أهمس له بعبارات الغزل العذري فتحمر وجنتاه خجلا ً وأشعر أنا في حينها أني ملكت قلب الوقت .. ملكت زمام الوقت .. ملكت روح الوقت ..
ونسيت من فرحتي أمر الوقت ..
أخذتني السنين وهو في ينام في حضني ..
أغمره برموش عطفي ..
أدثره برداء حناني ..
أبثه وجعي وأناتي ..
أذرف على وسائد صدره غزير دمعي وآهاتي ..
كان هذا يكفيني ..
وكان هذا هو وقتي ..
انزويت في صومعتي .. أغلقت بابي عليّ وعلى وقتي .. أصبح الوقت كل حياتي ..
لم أنم ليلة دون أن أمرّ على أحلامه فأنقيها من الكوابيس التي تتربص بها على باب الحلم ..
كنت أداعب بأناملي عصافير الوقت .. أمد لهم كفي بالحُب والحَب ِِ ..يلتقطون الحَبَ .. يزقزقون .. يطيرون من الفرح ..
وظنتت أن هذا الوقت خُلق لي .. خُلق لي وحدي .. أو أن هذا الوقت هو توأم روحي ..
بل أنا وهو روح واحدة تسكن جسدين
لذلك التصقت بالوقت حتى يتحد الجسدان وأشعر بدغدغات روحه حين تسري في جسدي ..
حين تتنفس من رئتي ..
حين تعانق شراييني وتلعق دمي ..
عندها ظهرت عقارب الوقت ..
ولدغت قلبي ..
عندها فقط فهمت .. أن عقارب الوقت تلدغ أيضا ً
لدغتني عقارب وقتي .